علاج المدمن في المنزل قد يبدو الخيار الأنسب للبعض لكن يجب عليك قبل اتخاذ هذا القرار معرفة ما إذا كانت حالتك يصلح معها تلقي علاج الإدمان بالمنزل أم من الأفضل الالتحاق بمستشفى متخصص لعلاج الإدمان، فهناك حالات لا يناسبها هذا الخيار بل ويعرضها لمضاعفات صحية خطيرة .
تعرف من خلال هذه المقال على مميزات علاج المدمن في المنزل وما هي مخاطره وما هو الخيار الأفضل تلقي العلاج بالمنزل أد داخل المستشفى.
لماذا يلجأ البعض لعلاج المدمن في المنزل؟
يفضل البعض تلقي علاج المدمن في المنزل عن الإقامة في المستشفى وعلى الرغم من أنه قد يكون هذا الخيار هو الأنسب والأكثر راحة بالنسبة لهم، إلا أنه يحمل الكثير من المخاطر لأن تلقي علاج الإدمان بالمنزل لا يناسب جميع حالات الإدمان لذلك من الأفضل استشارة الطبيب قبل الإقبال على هذا الخيار، وإليك بعض الأسباب التي تجعل علاج الإدمان بالمنزل هو الخيار المفضل للكثيرين:
- الراحة والألفة:
تلقي العلاج في بيئتك التي اعتدت عليها مع أهلك وأحبائك يمنحك الشعور بالراحة والطمأنينة ويُخفف من مشاعر القلق التي تسيطر عليك عند التفكير بتلقي العلاج في المستشفى وضرورة التكيف مع مكان وأشخاص جديدين .
- الخصوصية:
من أكثر الأشياء التي يحرص عليها المدمن عند اتخاذ قرار العلاج هو عدم معرفة الآخرين بحقيقة إدمانه، لذا يفضل الكثيرون تلقي العلاج بالمنزل لأنه يتمتع بدرجة أكبر من الخصوصية.
- التكلفة المادية:
لا يستطيع البعض تحمل تكاليف الإقامة في المستشفى لفترات طويلة لذا يلجأون إلى تلقي العلاج بالمنزل لأنه بالطبع أقل تكلفة مقارنة بالمستشفى.
- عدم الاضطرار للتغيب عن العمل أو الدراسة:
لا يستطيع الكثيرون تلقي العلاج داخل المستشفى بسبب ضغوط الحياة المهنية وعدم قدرتهم على الانقطاع عن عمالهم أو دراستهم لفترات طويلة.
خطوات علاج المدمن في المنزل
تلقي علاج الإدمان بمفردك قد يكون خيارًا مناسبًا لبعض الحالات، وقد يعتقد البعض أنه الخيار الأسهل ولكنه يتطلب التزامًا شديدًا من المريض بخطة العلاج، كما يتوقف نجاح رحلة العلاج بشكل رئيسي على الأسرة وما يجب أن تقدمه من دعم ورعاية ومتابعة دقيقة للمريض حتى تكتمل مراحل العلاج ويصل إلى التعافي الدائم، وتشمل خطوات علاج الإدمان بالمنزل ما يلي:
- الفحص الطبي:
قبل اتخاذ قرار علاج المدمن في المنزل يجب عليك استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان هذا الخيار مناسبًا لك، أم من الأفضل تلقي العلاج بأحد مراكز علاج الإدمان ويشمل الفحص الطبي:
- تحديد نوع المادة المخدرة.
- مدة الإدمان.
- جرعة المخدر.
- التاريخ المرضي للمريض.
- مدى تأثير المخدر على الصحة الجسدية والنفسية للمريض.
- سحب السموم من الجسم:
بعد إجراء التقييم الشامل لحالتك الصحية، يقوم الطبيب بتحديد البرنامج العلاج المناسب لحالتك ويصف الأدوية اللازمة للسيطرة على أعراض انسحاب المخدر والتخفيف من حدتها، ونظرًا لأن هذه المرحلة هي الأشد خطورة لذا يجب على الأسرة تقديم الدعم الكافي وإبعاد أي محفزات أو مؤثرات قد تشكل خطورة عليك، كما يجب على الأسرة أيضا معرفة كيفية التعامل مع المريض في هذه المرحلة والاتصال بالطوارئ في حالة حدوث أي مضاعفات.
- العلاج النفسي:
لا يكتمل التعافي من الإدمان دون تلقي العلاج النفسي الذي يهدف إلى تغيير أفكارك السلبية المكتسبة نتيجة الإدمان وذلك من خلال معرفة الدوافع الحقيقية للإدمان ومعالجتها من خلال:
- جلسات علاجية فردية مع الطبيب.
- جلسات العلاج الجماعية التي يتشارك فيها المرضى قصص نجاحهم وتجاربهم مع الإدمان فتشعر بالألفة والدعم.
- العلاج السلوكي المعرفي لتغيير السلوكيات السلبية وبناء نمط حياة صحي يساعدك على التعافي المستمر ويحميك من التعرض للانتكاس.
- تعلم مهارات جديدة للتكيف مع الضغوط ومشاعر القلق دون اللجوء للمخدر.
مدة علاج المدمن في المنزل
تختلف مدة علاج المدمن في المنزل باختلاف عدة عوامل منها:
- الحالة الصحية للمريض.
- نوع المخدر.
- مدى التزام المريض بالخطة العلاجية التي يحددها الطبيب.
- وجود اضطرابات نفسية مصاحبة للإدمان.
لذا تختلف مدة علاج المدمن في المنزل تبعًا للبرنامج العلاجي الذي يحدده الطبيب بناءً على حالة المريض فهناك بعض البرامج تستغرق 28 يومًا فقط والتي تصلح لحالات الإدمان البسيطة وبعض البرامج تمتد لفترة تتراوح ما بين 3 – 6 أشهر.
أدوية علاج المدمن في المنزل
يصف الأطباء العديد من أدوية علاج الإدمان للسيطرة على أعراض انسحاب المخدر والتخفيف من شدتها وتشمل هذه الأدوية:
- مسكنات الألم.
- مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المهدئة والمنومة.
- مضادات الصرع.
- المكملات الغذائية.
- الأدوية المضادة للقيء والغثيان.
مخاطر علاج المدمن في المنزل
علاج الإدمان في المنزل يعرض المدمن للعديد من المخاطر التي تؤدي إلى فشل العلاج والإصابة باليأس والاكتئاب بسبب تكرار المحاولات الفاشلة وتشمل مخاطر مخاطر علاج الإدمان في البيت ما يلي:
- مواجهة أعراض انسحابية شديدة يصعب على الفرد مواجهتها بمفرده.
- علاج الإدمان بدون طبيب وغياب الرعاية الطبية اللازمة خلال فترة الانسحاب يعرض المريض لمضاعفات صحية خطيرة.
- عدم وجود رقابة أمنية صارمة وبالتالي من السهل الحصول على المخدر في أي وقت.
- عدم القدرة على توفير بيئة آمنة في المنزل وغياب الدعم الأسري يزيد من خطر التعرض للانتكاس.
- غياب العلاج النفسي والتأهيل السلوكي يجعل الشخص عرضة للانتكاس لعدم تغيير الأسباب والدوافع الحقيقية وراء الإدمان.
حالات لا يصلح معها علاج المدمن في المنزل
كما ذكرنا من قبل أن هناك بعض الحالات التي لا يصلح معها تلقي العلاج بالمنزل لأن هذا الخيار يعرض حياتهم للعديد من المخاطر وتشمل الحالات التي لا يصلح معها العلاج بالمنزل ما يلي:
- حالات الإدمان الشديدة والتي وصلت لمراحل متقدمة من الإدمان.
- الحالات التي تعاني من إدمان المواد المخدرة شديدة التأثير مثل الميث والكيتامين أو الشبو وغيرها من المواد المخدرة التي تسبب أضرارًا صحية بالغة الخطورة لا بد من علاجها داخل مستشفى متخصص لعلاج الإدمان.
- في حالة مواجهة أعراض انسحابية شديدة الحدة نتيجة التوقف عن تعاطي المخدر حيث يتطلب ذلك إشراف طبي على مدار 24 ساعة لمنع حدوث أي مضاعفات.
- الحالات التي واجهت العديد من الانتكاسات المتكررة.
- إذا كان المدمن يعاني من ميول انتحارية أو يقوم بتصرفات عنيفة قد تعرضه لإيذاء نفسه أو الآخرين.
- عدم القدرة على توفير بيئة مستقرة بالمنزل وغياب الدعم الأسري اللازم.
هل علاج المدمن في المنزل أفضل أم في مستشفى متخصص؟
من الأفضل علاج مدمن المخدرات في مستشفى متخصص حتى يحصل على الرعاية الطبية اللازمة تحت إشراف طبي لديه الخبرة الكافية للتعامل مع مختلف حالات الإدمان، كما أن العلاج بالمستشفى يوفر للمريض كافة احتياجاته الصحية والنفسية من خلال اتباع خطة علاجية شاملة لا تقتصر على مجرد سحب السموم بل تشمل أيضا العلاج النفسي وإعادة التأهيل لتأهيل المريض لفترة ما بعد التعافي لبدء حياة جديدة خالية من المخدرات.
علاج الإدمان في مستشفى نبض التعافي
تتميز مستشفى نبض التعافي بالعديد من المميزات التي تجعلها رائدة في علاج الإدمان، وتطبق المستشفى برامج علاجية مطورة طبقا لأحدث البروتوكولات العالمية، كما تضم طاقم طبي على أعلى درجات الخبرة والكفاءة، وتشمل مراحل علاج الإدمان بمستشفى نبض التعافي ما يلي:
- الفحص الشامل:
فور دخولك المستشفى يقوم الطبيب بتقييم حالتك الصحية لتحديد البرنامج العلاجي المناسب لحالتك.
- سحب السموم:
تعد هذه المرحلة من أهم مراحل العلاج وأكثرها خطورة بسبب ظهور الأعراض الانسحابية للمخدر وللسيطرة عليها تقوم المستشفى بتطبيق الإجراءات التالية:
- تطبيق بروتوكول دوائي مصمم من قبل الطبيب بعد إجراء الفحص الشامل.
- توفير رقابة طبية على مدار اليوم للتدخل الفوري عند حدوث أي مضاعفات.
- اتباع نظام غذائي صحي لمد الجسم بالعناصر الغذائية الهامة.
- العلاج النفسي:
بعد انتهاء مرحلة سحب السموم وتخلص الجسم من المخدر نهائيا، تبدأ مرحلة العلاج النفسي التي تهدف إلى تغيير حياتك تماما للأفضل واتباع نمط حياة إيجابي بعيدا عن أي محفزات لحمايتك من الانتكاس.
- التأهيل الاجتماعي:
من أهم مراحل العلاج والتي تساعدك على استعادة حياتك الطبيعية والاندماج مع المجتمع دون خوف من خلال تقوية علاقاتك بالأهل والأسرة وبناء علاقات صحية جديدة تمنحك دائما الدعم اللازم لاستمرار على طريق التعافي.
- المتابعة المستمرة:
تقدم لك مستشفى نبض التعافي خدمة المتابعة المستمرة بعد العلاج كخدمة مجانية لحمايتك من التعرض للانتكاس.
أشهر الأسئلة:
هل علاج الإدمان في المنزل يتحكم فى أعراض الانسحاب؟
هناك بعض حالات الإدمان التي يصعب فيها التحكم في أعراض الانسحاب في المنزل بسبب غياب الرقابة الطبية اللازمة خلال هذه الفترة.
هل علاج الإدمان في المنزل يصل للشفاء التام؟
هناك العديد من الحالات التي يصلح معها تلقي علاج الإدمان في المنزل استطاعت الوصول للشفاء التام وذلك من خلال الالتزام الشديد بالخطة العلاجية واتباع تعليمات الطبيب والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة في المواعيد المحددة.
كيف أتعامل مع ابني المدمن على المخدرات؟
إذا كان ابنك يعاني من الإدمان عليك أولًا بالتحلي بالصبر والتعامل معه برفق وعدم إلقاء اللوم عليه وبناء لغة حوار جديدة تقوم على الصراحة دون الخوف من العقاب، وعليك تقديم الدعم والاحتواء وتشجيعه دائما على العلاج.
علاج المدمن في المنزل قد يبدو الخيار الأنسب للبعض لكنه يحمل الكثير من المخاطر التي قد تعرض حياة الفرد للعديد من الأضرار الصحية لذا يجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ هذا القرار.
اقرأ ايضا: خطوات التعافي من الإدمان وتفاصيل رحلة العلاج
References:
تمت مراجعة المحتوى الطبي في المقالة بواسطة د/ علي فهمي إستشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان