علاج إدمان المخدرات الرقمية…. ما هي المخدرات الرقمية؟ وكيف يمكن أن يسبب سماع مقاطع صوتية اعتمادا نفسيا يحاكي تأثير المواد المخدرة التقليدية؟ وما هي الأضرار والمضاعفات الصحية التي يمكن أن تسببها هذه المخدرات وكيفية علاجها؟
سنتناول من خلال السطور التالية كل ما يتعلق بالمخدرات الرقمية التي انتشرت مؤخرًا بسبب إقبال الكثير من الشباب عليها كوسيلة للهروب من الواقع، ورغم أن الأمر قد يبدو بسيطًا إلا أنه له تبعات نفسية وسلوكية خطيرة لا يجب الاستهانة بها، لذلك عليك بسرعة الإقلاع عن هذا السلوك الخاطيء وتلقي العلاج المناسب دون تردد.
ما هي المخدرات الرقمية؟
تعد المخدرات الرقمية ظاهرة جديدة لا يعرف عنها الكثيرون وهي تستخدم ما يُسمى بالتحفيز السمعي عن طريق الاستماع إلى مقاطع صوتية ذات نبضات وذبذبات معينة تسمى النغمات الثنائية، وتُسمع هذه المقاطع من خلال سماعات الأذن وترسل تردد مختلف لكل أذن فمثلا 100 هرتز للأذن اليمنى و70 هرتز للأذن اليسرى ونتيجة لهذا الاختلاف يقوم الدماغ بمحاولة الموازنة بين الصوتين وهذه العملية تحفز مناطق معينة في المخ المسؤولة عن الشعور بالراحة والاسترخاء، لذلك يطلق عليها اسم المخدرات الرقمية حيث يحاكي تأثيرها المواد المخدرة مثل الحشيش والهيروين، كما أن هذا النوع من الإدمان يُشبه الإدمان الرقمي أو الإدمان الإلكتروني فكلاهما يُسبب زيادة إفراز الدوبامين المسؤول عن تحفيز نظام المكافأة في المخ .
وتشمل أنواع المخدرات الرقمية ما يلي:
- موجات الأفيون.
- موجات الكحول.
- موجات الكوكايين.
- موجات الهيروين.
- موجات الجنس.
لماذا يجب علاج إدمان المخدرات الرقمية؟
المخدرات الرقمية لا تقل خطورتها عن المخدرات التقليدية لما تسببه من تغييرات كيميائية في المخ لأنها تؤدي إلى زيادة إفراز الدوبامين كما تؤدي إلى العديد من التأثيرات النفسية والعقلية مثل:
- الإصابة بالاكتئاب والقلق.
- الاعتماد النفسي.
- اضطرابات النوم.
- ضعف التركيز.
- تراجع الأداء الدراسي.
- العزلة والانطواء.
ونتيجة لتأثير هذه المخدرات الشديد على العقل فلا يمكنك التخلص من الاعتماد عليها دون مساعدة طبية حيث يتطلب ذلك الخضوع لبرنامج علاجي شامل.
مضاعفات عدم علاج إدمان المخدرات الرقمية
يلجأ الكثيرون إلى المخدرات الرقمية كوسيلة للهروب من الواقع لما تسببه من الانفصال عن الواقع والشعور بالمتعة والراحة غافلين عما تسببه من أضرار نفسية وجسدية بالغة والتي تتضاعف آثارها عند الإفراط في سماع هذه الترددات الصوتية، حيث تؤدي إلى:
- عدم انتظام ضربات القلب مما يؤدي إلى العديد من المشاكل القلبية.
- الصرع.
- الصداع الشديد.
- تقلبات مزاجية حادة.
- فقدان السيطرة.
- العصبية والعدوانية الشديدة.
- تآكل مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
- اضطرابات عقلية حادة مثل الإصابة:
- الاكتئاب الحاد.
- الهوس.
- الفصام أو الذهان.
- هلاوس سمعية وبصرية
- أضرار المخدرات الرقمية الاجتماعية والاقتصادية:
يسبب الإدمان على المخدرات الرقمية تدهور الأسرة والعلاقات الاجتماعية بسبب السلوك العدواني للفرد وميله دائما إلى العزلة والانطواء، كما تسبب هذه المخدرات تشتت الانتباه وعدم قدرة الفرد على أداء مهامه الدراسية أو الوظيفية فتنخفض قدرته الإنتاجية وقد يتسبب ذلك في فصله عن العمل وخسارة وظيفته.
وقد أثبتت الدراسات أنه من أخطر مضاعفات الإدمان على المخدرات الرقمية هو تحول الأمر إلى إدمان حقيقي حيث يقبل الشخص على تناول المخدرات التقليدية مثل الحشيش والماريجوانا وغيرها لمضاعفة تأثيرها، مما يزيد من خطورتها ويعرض الفرد لمضاعفات صحية ونفسية يصعب السيطرة عليها.
خطوات علاج إدمان المخدرات الرقمية في مستشفى نبض التعافي
تقدم مستشفى نبض التعافي برنامجًا علاجيًا شاملًا لعلاج إدمان المخدرات الرقمية والتغلب على هذا النوع من الإدمان، وذلك من خلال تصميم خطة علاجية متكاملة تشمل:
- التقييم الطبي الشامل:
يقوم الطبيب النفسي بإجراء تقييم نفسي شامل لتحديد مدى تأثير الإدمان على صحتك النفسية لاختيار الخطة العلاجية المناسبة لك.
- العلاج النفسي:
يشمل العلاج النفسي تنظيم جلسات علاجية فردية وجماعية للكشف عن الدوافع الحقيقية للإدمان ومحاولة التغلب عليها من خلال تعلم مهارات جديدة للتكيف مع الواقع والضغوط التي تتعرض لها دون الحاجة للهروب منها.
- العلاج السلوكي المعرفي:
يعد العلاج السلوكي المعرفي من أهم مراحل علاج إدمان المخدرات الرقمية والذي يهدف إلى تغيير السلوكيات والأفكار المرتبطة بالإدمان واستبدالها بأفكار إيجابية وتغيير طريقة تفكيرك تماما لبناء حياة صحية جديدة.
- اتباع نمط حياة صحي:
تشمل مراحل العلاج تدريب الفرد على روتين يومي صحي من خلال ممارسة الرياضة يوميا وتناول وجبات غذائية صحية وإشغال أوقات الفراغ بأشياء مفيدة حتى لا يشعر بالملل.
- المتابعة المستمرة:
تعد الانتكاسة من أخطر ما قد يتعرض له الفرد بعد التعافي وللوقاية منها تقدم لك مستشفى نبض التعافي خدمة المتابعة المستمرة بعد علاج إدمان المخدرات الرقمية لمتابعة حالتك الصحية وتقديم الإرشادات اللازمة لمساعدتك على مواجهة الضغوط.
مدة علاج إدمان المخدرات الرقمية
تختلف مدة العلاج باختلاف عدة عوامل منها:
- مدى شدة الاعتماد النفسي على هذه المخدرات.
- وجود اضطرابات نفسية أخرى.
- الحصول على الدعم الأسري وتوفير بيئة آمنة للعلاج.
وعادة ما تستغرق مدة العلاج من 4- 12 أسبوعًا وتشمل العلاج النفسي والتأهيل السلوكي، كما تستغرق مدة المتابعة المستمرة بعد العلاج لمنع الانتكاس من 3 إلى 11 شهرًا لتحقيق التعافي التام.
دور الطب النفسي في علاج إدمان المخدرات الرقمية
يلعب الطب النفسي دورا هاما في علاج إدمان المخدرات الرقمية فعلى الرغم أن الإدمان على المخدرات الرقمية لا يرتبط بتعاطي المواد المخدرة التقليدية إلا أنه يتطلب التخلص منه فهمًا عميقًا لطبيعة هذا النوع من الإدمان وهنا يأتي دور الطب النفسي حيث يقوم الطبيب النفسي بعمل:
- تقييم نفسي شامل لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من اضطرابات نفسية أخرى نتيجة الإدمان.
- وضع خطة علاجية تناسب الحالة الصحية للمريض.
- تطبيق جلسات نفسية فردية تتيح للمريض التحدث بحرية لمعرفة الأسباب الجذرية للإدمان.
- تطبيق جلسات العلاج السلوكي المعرفي للكشف عن السلوكيات الخاطئة التي كنت تمارسها والتخلص.
أشهر الأسئلة:
هل تسبب المخدرات الرقمية الوفاة؟
على الرغم من أنه لم يتم تسجيل حالات وفاة نتيجة الإدمان على المخدرات الرقمية حتى الآن إلا أنها تسبب مخاطر صحية ونفسية تعرض حياة الفرد للخطر.
كيف تعمل المخدرات الرقمية؟
تعمل المخدرات الرقمية من خلال الاستماع إلى مقاطع صوتية ذات نبضات وذبذبات معينة تسمى النغمات الثنائية، وتُسمع هذه المقاطع من خلال سماعات الأذن وترسل ترددا مختلفا لكل أذن فمثلا 100 هرتز للأذن اليمنى و70 هرتز للأذن اليسرى ونتيجة لهذا الاختلاف يقوم الدماغ بمحاولة الموازنة بين الصوتين وهذه العملية تحفز مناطق معينة في المخ المسؤولة عن الشعور بالراحة والاسترخاء كما أنها تعمل على زيادة إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن تحفيز نظام المكافأة في الدماغ.
هل المخدرات الرقمية تسبب النشوة مثل المخدرات الطبيعية؟
تسبب المخدرات الرقمية الشعور بالراحة والاسترخاء العميق ويصف البعض تأثيرها أنه يشبه إلى حد كبير تأثير المواد المخدرة التقليدية ولكنها ليست بنفس القوة والمفعول.
علاج إدمان المخدرات الرقمية بات أمرًا ضروريًا لما تسببه من أضرار نفسية وسلوكية خطيرة نتيجة تأثيرها السلبي على المخ والجهاز العصبي.
قد يهمك أيضا: علاج إدمان قطرة ميدرابيد المميتة نهائيًا
References:
تمت مراجعة المحتوى الطبي في المقالة بواسطة د/ علي فهمي إستشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان
