دائمًا ما ترتبط الاضطرابات النفسية باضطراب الإدمان الذي يحدث نتيجة تعاطي المواد المخدرة باستمرار، وتعد هذه الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان من أخطر ما يواجهه المدمن لأن علاجها يتطلب فترة زمنية طويلة قد تستمر لمدة 6 أشهر وفي بعض الحين تمتد لعدة سنوات، لذلك لا بد من سرعة تلقي علاج الإدمان للحد من تفاقم هذه الأمراض النفسية حتى يُمكن السيطرة عليه.
تعرف من خلال المقال التالي على العلاقة بين الإدمان والمرض النفسي وماهي الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان وكيفية علاجها.
العلاقة بين الإدمان و المرض النفسي
هناك علاقة وثيقة بين الإدمان والمرض النفسي فقد أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية هم أكثر عرضة للتعرض للإدمان والعكس صحيح حيث يؤدي الإدمان أو اضطراب تعاطي المخدرات إلى حدوث العديد من الاضطرابات النفسية وهذا ما يطلق عليه التشخيص المزدوج فكلاهما يرتبط بوجود الآخر كما يلي :
- العلاج الذاتي:
غالبًا ما يلجأ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر إلى تعاطي المواد المخدرة كوسيلة للهروب من الواقع والتخلص من هذه المشاعر السلبية، ومع استمرار التعاطي يتطور الأمر ويصبح الفرد ذليلًا للمخدر ويفقد السيطرة تمامًا نتيجة الاعتماد الجسدي والنفسي على المخدر.
- تأثير المخدر على المخ:
الإدمان مرض نفسي ومن أخطر آثاره السلبية ما يُسببه من تلف خلايا المخ نتيجة التغييرات الكيميائية الحادة التي تحدث في المخ نتيجة تعاطي المخدرات بشكل منتظم، فيؤثر ذلك على مناطق مختلفة في الدماغ ويحدث خللًا في قدرتها على أداء وظيفتها الحيوية وسرعان ما يتفاقم الأمر ويصاب الفرد بالعديد من الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان مثل الاكتئاب والفصام وغيرها من المشاكل النفسية الحادة.
- عوامل الخطر:
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بكلًا من الإدمان أو المرض النفسي أو كلاهما مثل:
- العوامل الوراثية.
- التعرض لصدمات نفسية.
- العوامل البيئية.
أبرز الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان
الإدمان مرض نفسي مزمن وتكمن خطورته فيما يُسببه من الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان الشديدة يستمر تأثيرها على الفرد حتى بعد تلقي العلاج وسحب سموم المخدر من الجسم ويتطلب السيطرة عليها الخضوع للعلاج النفسي والسلوكي لفترة طويلة، ومن أبرز الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان ما يلي:
- الاكتئاب:
يحدث الاكتئاب نتيجة تأثير المخدر الشديد على الجهاز العصبي فعلى الرغم مما يشعر به الفرد بعد تعاطيه للمخدر من مشاعر الإيجابية من المتعة والاسترخاء، إلا أن هذه المشاعر تكون مؤقتة وسرعان ما تزول ومع استمرار التعاطي يعاني الفرد من الاكتئاب الشديد نتيجة حدوث خلل في النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.
- الفصام:
دائمًا ما يرتبط الإدمان بالهلاوس السمعية والبصرية وهي رؤية المدمن لأشياء وسماع أصوات غير حقيقية، وتتفاقم هذه الأعراض مع التعاطي المستمر للمخدر ويحدث الفصام أو الذهان.
- اضطرابات القلق والتوتر:
يشعر المدمن بمشاعر متزايدة من القلق والتوتر بدون وجود أسباب واضحة يصاحبها نوبات هلع شديدة.
- اضطراب ثنائي القطب:
بعض المواد المخدرة خاصة المنشطات تُسبب تقلبات مزاجية حادة حيث يُعاني الفرد من مشاعر متضاربة فأحيانًا يشعر بفترات من الهوس أو النشاط المفرط يتبعها فترات اكتئاب حادة وهذا ما يسمى باضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الوسواس القهري:
يؤدي تعاطي المواد المخدرة إلى تفاقم الأعراض التي يعاني من الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري حيث يُعزز الإدمان من السلوكيات القهرية ويزيد من مشاعر القلق والتوتر.
كما أن هناك بعض الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان التي تؤدي إلى تطور الإدمان ما يلي:
- اضطراب ما بعد الصدمة:
التعرض لصدمات نفسية من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى تطور الإدمان وتفاقمه نتيجة تعاطي المواد المخدرة واللجوء إليها كوسيلة للتكيف.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:
أثبتت الدراسات أن 21% من الرجال و13% من النساء الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يلجأون إلى تعاطي المخدرات لتحفيز نظام المكافأة في المخ وزيادة نسبة الدوبامين.
- الشيزوفرينيا:
هناك علاقة وثيقة بين الإصابة بمرض الشيزوفرينيا والإدمان ويؤدي كلًا منهما إلى تفاقم المرض الآخر وزيادة خطورته.
كيفية علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان في نبض التعافي
تتبع مستشفى نبض التعافي خطة علاجية شاملة لعلاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان فلا يقتصر دورنا عند مجرد سحب السموم من الجسم وتحسن المريض ظاهريًا، بل نسعى دائما إلى تحقيق تعافي دائم من خلال تغيير العقلية والأفكار الإدمانية ووضع خطة للسيطرة والتغلب على جميع الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان التي يعاني منها المريض نتيجة الإدمان وذلك من خلال:
- التشخيص المزدوج:
يهدف برنامج التشخيص المزدوج إلى تقديم أفضل خدمة علاجية متكاملة من خلال التشخيص السليم للاضطرابات النفسية التي يعاني منها المريض ووضع الخطة العلاجية لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية.
- البرنامج الدوائي:
عادة ما يصف الأطباء بعض الأدوية للسيطرة على الاضطرابات النفسية والحد من تفاقمها، ويتم تحديد الأدوية المناسبة للمريض بعد إجراء تقيممًا طبيًا شاملًا لحالته الصحية.
- العلاج النفسي:
لا يتحقق التعافي دون حدوث تغيير جذري في أفكار الفرد ومعتقداته وهذا ما يهدف إليه العلاج النفسي للوصول إلى تعافي دائم دون انتكاس وذلك من خلال:
- جلسات علاجية فردية مع المعالج النفسي المختص لتحديد الدوافع الحقيقية للإدمان والسيطرة عليها.
- جلسات علاجية جماعية تُشارك فيها أفكارك وتجاربك مع أفراد آخرين يشبهونك فيعزز ذلك مشاعر الدعم والانتماء لديك.
- العلاج السلوكي المعرفي:
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير السلوكيات السلبية واستبدالها بسلوكيات إيجابية من خلال تدريبك على اتباع نمط حياة صحي، وتدريبك على مهارات جديدة للتكيف مع الضغوط دون الحاجة للمخدر.
- التأهيل الاجتماعي:
لكي تكتمل مراحل العلاج وتحقق فعاليتها في الوصول للتعافي التام لا بد من الخضوع لبرنامج إعادة التأهيل لأنه يساعدك على بدء حياة جديدة دون خوف من التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم وذلك من خلال زيادة قدرة على التواصل وتكوين علاقات اجتماعية جديدة تقدم لك الدعم اللازم لتخطي الصعوبات التي ستواجهك بعد التعافي.
- المتابعة المستمرة بعد العلاج:
تقدم مستشفى نبض التعافي خدمة المتابعة المستمرة بشكل مجاني من خلال جلسات المتابعة الدورية وجلسات العلاج الجماعية لتقديم الإرشادات اللازمة لمساعدتك على تخطي التحديات التي تواجهك للاستمرار على طريق التعافي وحمايتك من الانتكاس.
هل تختفي الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان بعد علاج الإدمان؟
كما ذكرنا من قبل أن هناك علاقة وثيقة بين الأمراض العقلية والإدمان، وتتفاوت شدة هذه الاضطرابات النفسية والعقلية تبعًا للعديد من العوامل منها نوع المخدر ومدة الإدمان، وبالتالي تختلف المدة العلاجية اللازمة لعلاج هذه الاضطرابات باختلاف نوعها ومدى شدتها، فالمشاكل النفسية الخفيفة التي ترتبط بتعاطي المخدر مثل القلق والتوتر والعصبية والاكتئاب الخفيف تتحسن تدريجيًا وتختفي تمامًا بعد تلقي العلاج اللازم، بينما تستغرق الاضطرابات النفسية الحادة مثل الاكتئاب الحاد والفصام واضطراب الهلع فترة علاجية أطول وقد تستمر حتى بعد العلاج.
أشهر الأسئلة:
ما هي علامات سلوك الشخص المدمن؟
تحدث العديد من التغييرات السلوكية نتيجة تعاطي المخدرات تشمل:
- العصبية الشديدة.
- الميل إلى العدوانية.
- العزلة والانطواء.
- الكذب والمراوغة للحصول على المخدر.
- إهمال النظافة الشخصية.
- التخلي عن مسؤوليات العمل أو الدراسة.
ما هي العلامات النفسية لمدمن المخدرات؟
تشمل الأعراض النفسية لتعاطي المخدر:
- تقلبات مزاجية حادة.
- القلق والاكتئاب.
- اضطرابات النوم.
- العزلة والانطواء.
- الأفكار الانتحارية.
- انعدام الثقة بالنفس.
- جنون العظمة.
ما هي أعراض اكتئاب المخدرات؟
من أخطر أعراض إدمان المخدرات الاكتئاب الحاد ومن أهم أعراضه الشعور بالحزن الشديد واليأس، القلق والتوتر والأرق الشديد، البعد عن الأنشطة الاجتماعية والعزلة عن الآخرين، الميل إلى الانتحار.
الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان من أخطر العواقب التي يعاني منها الفرد نتيجة إدمانه، ويتطلب علاجها الخضوع لبرنامج إعادة التأهيل النفسي والسلوكي مع وضع خطة دوائية مناسبة للحد من هذه الاضطرابات.
اقرأ أيضا: برامج علاج الإدمان وكيف تختار الأنسب لك
References:
1.Co-Occurring Disorders and Health Conditions
2.How Mental Health and Addiction Are Connected
تمت مراجعة المحتوى الطبي في المقالة بواسطة د/ علي فهمي إستشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان