
لقد انتشر الإدمان في السنوات الأخيرة بشكل مخيف بين مختلف أفراد المجتمع، كما ارتبط بالعديد من الجرائم البشعة التي يرتكبها المدمنون دون وعيٍ منهم بسبب سيطرة المخدر على سلوكياتهم وتصرفاتهم، ولكي نحمي أنفسنا وأبنائنا من التعرض لهذا الخطر الجسيم يجب علينا أن نتعرف على طرق الوقاية من الإدمان والتي يجب على الأسرة والمدرسة والمجتمع أن تتضافر سويا لنشر الوعي اللازم عن كيفية الوقاية من الإدمان ومواجهته.
أسباب الإدمان

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
العوامل النفسية:
- الاضطرابات النفسية:
يعد تعرض الفرد للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب الحاد من أهم العوامل التي تدفع الفرد للإدمان كوسيلة للهروب ومحاولة التكيف مع هذه المشاعر.
- التعرض للصدمات:
قد يلجأ الفرد للإدمان نتيجة تعرضه لصدمات عاطفية شديدة لا يستطيع مواجهتها بمفرده لذا يلجأ للإدمان كوسيلة للهروب.
- الشعور بالوحدة:
الشعور بالوحدة وعدم الاحتواء وغياب الدعم اللازم من الأسرة والمجتمع قد يدفع الفرد إلى الإدمان للتغلب على ذلك الشعور.
- الفراغ:
عدم إشغال أوقات الفراغ بأشياء مفيدة قد يحفز لديك الرغبة في تجربة أشياء جديدة وخطيرة مثل الإدمان للتخلص من الشعور بالملل والحصول على المزيد من الإثارة.
- عدم تقدير الذات:
عدم الثقة بالنفس وتوجيه اللوم وكثرة الانتقاد لنفسك يزيد من احتمالية تعرضك للإدمان.
العوامل الاجتماعية:
لذلك من أهم العوامل التي قد تدفعك للإدمان خاصة إن كنت تتواجد في بيئة ينتشر فيها تعاطي المخدرات.
- التاريخ العائلي:
وجود فرد مدمن في الأسرة يزيد من خطر تعرضك للإدمان.
- البيئة المحيطة:
تلعب البيئة والمجتمع دورا هاما في تكوين شخصية الفرد، كما أنها لها دورا هاما في حماية الفرد من الإدمان، لذلك فإن تواجدك في بيئة غير آمنة يزيد من خطر تعرضك للإدمان.
- تجارب الطفولة:
التعرض للإساءة أو الإهمال أثناء الطفولة يزيد من خطر التعرض للإدمان .
- الضغوط الاجتماعية:
التعرض الدائم للضغوط الاجتماعية مثل الفقر والبطالة يجعلك تشعر دائما بالقلق والخوف مما يجعلك أكثر عرضة للإدمان.
- عدم وعي المجتمع:
غياب الوعي المجتمعي بخطورة الإدمان يزيد من خطر إقبال العديد من الشباب على تعاطي المخدرات.
الوقاية من الإدمان
الوقاية هي السبيل الوحيد للتخلص من هذا المرض اللعين، وهنا يأتي دور الأسرة والمجتمع في نشر الوعي لدى أبنائهم بخطورة الإدمان كما تبذل الدولة العديد من الجهود البارزة في مكافحة الإدمان، ويجب عليك تعلم استراتيجيات وطرق الوقاية من المخدرات حتى تحمي نفسك من الوقوع فريسة بين مخالب الإدمان.
وفيما يلي سنتحدث عن طرق الوقاية من الإدمان.
طرق الوقاية من الإدمان
تعدد الطرق والوسائل التي تحميك من خطر التعرض للإدمان، ومن أهمها:
- تعزيز التواصل مع الآخرين:
الإدمان يدعوك دائما للعزلة لذلك فإن تعزيز علاقاتك الأسرية وبناء علاقات جديدة صحية لتكون مصدر الدعم الذي يحميك دائما من التعرض للإدمان.
- إشغال أوقات الفراغ:
حاول أن تشغل وقت فراغك دائما بممارسة هواية مفيدة كالقراءة أو الرسم أو ممارسة الأنشطة الرياضية.
- تعلم مهارات تكيف جديدة:
يمكنك اتباع استراتيجيات جديدة للتكيف مع الضغوط والمشاعر السلبية مثل ممارسة اليوجا أو تمارين التنفس العميق.
- البعد عن المحفزات:
حاول الابتعاد عن أي عوامل خارجية قد تدفعك لتجربة الإدمان مثل أصدقاء السوء وأماكن السهر التي ينتشر بها تعاطي المخدرات.
- بناء نمط حياة صحي:
لا بد من اتباع نمط حياة يومي مليء بالصحة والنشاط مثل تناول وجبات غذائية صحية وممارسة الرياضة بانتظام.
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان

تلعب الأسرة دور محوري في الوقاية من الإدمان، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة خالية من التوتر والقلق عن طريق:
- بناء لغة حوار تعتمد على الصراحة والتعبير عن المشاعر دون خوف من العقاب أو إلقاء اللوم.
- تعزيز الثقة بالنفس لدى الأبناء ومنحهم الدعم اللازم للتغلب على كافة التحديات التي يواجهونها.
- التوعية المستمرة بمخاطر الإدمان وعواقبه الجسيمة.
- أن يمثل الأب القدوة الحسنة لأبنائه في جميع تصرفاته.
دور المجتمع في الوقاية من الإدمان

لا يقل دور المجتمع عن دور الأسرة في مكافحة الإدمان، فكل هذه العوامل لا بد أن تتضافر معا للقضاء على المخدرات، ويتضمن دور المجتمع في الوقاية من الإدمان ما يلي:
- زيادة الوعي المجتمعي من خلال تنظيم الندوات التثقيفية في المدارس والجامعات للتوعية عن مخاطر الإدمان.
- سن القوانين التي تجرم تعاطي المخدرات أو تداولها.
- تنظيم ندوات للإرشاد الأسري عن كيفية التعامل مع الأبناء وضرورة توفير الدعم اللازم لهم لحمايتهم من الإدمان.
- تشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية والفنية لإشغال أوقات فراغهم.
دور المدارس و الجامعات في الوقاية من الإدمان
المدرسة هي البيت الثاني الذي يساهم بشكل كبير في بناء شخصية الأبناء وسلوكياتهم، وللمدرسة دور كبير في الوقاية من الإدمان من خلال:
- تطوير المناهج الدراسية لتشمل موضوعات عديدة عن الإدمان وكيفية الوقاية منه.
- توفير الدعم النفسي اللازم من خلال الأخصائي الاجتماعي الذي يقوم بتوجيه الطلاب وإرشادهم.
- متابعة الطلاب وسلوكياتهم باستمرار والتواصل مع الأسرة في حالة الغياب المتكرر والكشف المبكر عن علامات تعاطي الإدمان.
- تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية لدى الطلاب وتقوية الوازع الديني لحماية الأبناء من الإدمان.
- عمل ندوات لتثقيف الأبناء عن مخاطر الإدمان.
دور مستشفى نبض التعافي في الوقاية من الإدمان
لا يقتصر دور مستشفى نبض التعافي على علاج الإدمان، بل تساهم بشكل أساسي في الوقاية من الإدمان حيث نظمت المستشفى العديد من الندوات التثقيفية ضد مخاطر الإدمان، كما شاركت المستشفى العديد من المؤسسات المحلية والعالمية لنشر برامج التوعية ضد مخاطر الإدمان، كما توفر للأفراد المعرضين لخطر الإدمان خدمة الاتصال على الخط الساخن لسماع شكواهم وتقديم المشورة في سرية تامة دون خوف، وتقدم برامج الإرشاد الأسري لزيادة وعي الأسرة عن الإدمان، كما تقدم المستشفى برنامج متكامل للوقاية من الانتكاس لحماية الأشخاص المتعافين من التعرض للانتكاسة.
علاج الإدمان في مستشفى نبض التعافي
يشمل العلاج من الإدمان في مستشفى نبض التعافي عدة مراحل يتم من خلالها اتباع خطة علاجية شاملة تُصمم خصيصا لتناسب حالتك الصحية وتشمل:
- إجراء تقييم طبي شامل لتحديد حالتك الصحية ووضع البرنامج العلاجي المناسب.
- سحب السموم من الجسم وعلاج الأعراض الانسحابية حتى تمر هذه المرحلة دون ألم.
- العلاج النفسي ومعرفة الدوافع الحقيقية التي دفعتك للإدمان.
- التأهيل السلوكي لتغيير السلوكيات المرتبطة بالإدمان واستبدالها بسلوكيات إيجابية.
- المتابعة المستمرة بعد العلاج للوقاية من الانتكاس.
أشهر الاسئلة:
كيف أمنع ابني من الاختلاط بأصدقاء يتعاطون المخدرات ؟
يمكن منع الأبناء من الاختلاط بأصدقاء السوء من خلال تعزيز التواصل معهم وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم دون خوف، وتقديم النصح دون عقاب أو لوم، ومحاولة البحث عن بدائل إيجابية مثل المشاركة في الأنشطة الأسرية وممارسة الرياضة وتكوين علاقات جديدة صحية.
هل تنجح طرق الوقاية في منع تعاطي المخدرات ؟
بالطبع، الوقاية من المخدرات تساعد بشكل كبير في حماية الأبناء من التعرض للإدمان من خلال توفير جو صحي وآمن ملئ بالدعم والاحتواء.
ما هي أنواع الإدمان؟
تنقسم أنواع الإدمان إلى قسمين رئيسيين هما:
- الإدمان على المواد المخدرة مثل الكحول والحشيش والهيروين.
- الإدمان السلوكي مثل إدمان القمار أو الجنس أو الأنترنت.
هناك العديد من طرق الوقاية من الإدمان التي تساهم بشكل رئيسي في حماية الأفراد من التعرض للإدمان، ولا بد أن تتضافر جهود كلا من الأسرة والمدرسة والمجتمع لتكوين شبكة دعم قوية لحماية المجتمع من الإدمان.
اقرأ أيضا: مدة علاج الإدمان وكيف يتم تحديدها
References:
تمت مراجعة المحتوى الطبي في المقالة بواسطة د/ علي فهمي إستشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان