علاج إدمان الخمر:
“أنا لا أستطيع الاستغناء عن المخدر ومواجهة أعراض الانسحاب”.
“بالطبع سينهي الأمر بالفشل وأتعرض للانتكاس”.
“لا أستطيع مواجهة المجتمع”.
” من الصعب إيجاد مكان موثوق فيه لتلقي العلاج”
كل هذه الأفكار السلبية قد تتردد في ذهنك عند اتخاذ قرار العلاج، ولكن عليك التغلب عليها ومواجهة التحديات التي تعوقك عن تحقيق حلمك دون استسلام، فقد أصبح علاج إدمان الكحول يتم من خلال اتباع خطة علاجية متكاملة تساعدك على التغلب على هذه التحديات ومقاومتها.
ويمكنك من خلال المقال التالي التعرف على أسباب إدمان الخمر وكيفية التغلب عليه وما هي الإرشادات اللازمة للوقاية من الانتكاس.
أسباب إدمان الخمر
لا يوجد سبب واحد لإدمان الخمر لأنه عادةً ما يكون نتيجة لعدة عوامل يتعرض لها الفرد وتشمل هذه العوامل:
- العوامل الوراثية:
أثبتت الأبحاث أن وجود تاريخ عائلي من إدمان المشروبات الكحولية يزيد من خطر تعرض الفرد لاضطراب تعاطي الكحول، كما تؤثر الجينات على استقلاب الكحول ومدى استجابة الجسم للكحول مما يزيد من خطر الإدمان.
- العوامل النفسية:
تلعب العوامل النفسية دورًا هامًا في تطور إدمان الكحول ومن أخطر العوامل النفسية التي تدفع الأفراد للتعاطي ما يلي:
- تعرض الفرد لضغوط نفسية شديدة تجعله يلجأ لشرب الكحول للتخلص من هذه الضغوط والمشاعر السلبية.
- وجود اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب تزيد من خطر إدمان الكحول.
- التعرض لصدمات نفسية أو عاطفية يزيد من إقبال الفرد على الكحول كوسيلة للتأقلم.
- العوامل الاجتماعية:
تتعدد العوامل الاجتماعية التي تساهم بشكل أساسي في إقبال الفرد على إدمان الكحول وتشمل:
- البيئة المحيطة:
وجود الأشخاص في بيئة تتقبل شرب الكحول يزيد من خطر التعرض للإدمان.
- الضغط المجتمعي:
عادة ما يبدأ إدمان الكحول بالتجربة نتيجة ضغط أصدقاء السوء لتجربة التعاطي.
- سهولة الحصول على الكحول:
توافر الكحول وسهولة الحصول عليه يزيد من فرص التعرض للإدمان.
- التعرض للإساءة:
التعرض للإساءة والإهمال في الطفولة من أخطر العوامل التي تؤدي إلى تطور إدمان الكحول.
لماذا يجب علاج إدمان الخمر؟
لقد بات علاج إدمان الخمر ضرورة ملحة حتى تستعيد حياتك التي دمرها الكحول، كما يساعدك العلاج على تحقيق التوازن الاجتماعي والوظيفي حتى تستطيع بدء حياة جديدة خالية من الكحول، ومن أهم الأسباب التي تجعل علاج إدمان الخمر أمرًا ضروريًا غير قابل للتأجيل أو التردد ما يلي:
- الوقاية من أضرار الخمر الجسدية:
يسبب التعاطي المزمن للكحول العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة مثل:
- تلف خلايا الكبد والكلى.
- ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية.
- الإصابة بالسرطان.
- ارتفاع ضغط الدم والتعرض للعديد من المشاكل القلبية.
- التسمم الكحولي.
- تلف خلايا المخ.
- الوقاية من الأضرار النفسية للكحول:
يرتبط إدمان الكحول بالعديد من الاضطرابات النفسية والعقلية مثل:
- ضعف الذاكرة.
- فقدان التركيز.
- التهاب الكبد الكحولي.
- القلق والتوتر.
- الاكتئاب الحاد.
- الذهان.
- الأفكار الانتحارية.
كيف تتخذ قرار علاج إدمان الخمر؟
قرار علاج إدمان الخمر ليس بالأمر السهل بسبب انتشار الكحول في العديد من الأماكن مما يعرضك للمحفزات بصفة مستمرة، ولكن عليك أن تتحلى بالعزيمة والصبر لهزيمة هذا المخدر الذي يسلب منك الحياة تدريجيًا إلى أن يترك خلفه جسدًا باليًا مسلوب القوة والإرادة، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على اتخاذ قرار العلاج:
- مواجهة نفسك بالحقيقة والاعتراف بمشكلة الإدمان وأنك فقدت السيطرة على هذا المخدر.
- معرفة مخاطر تناول الخمر وما يمكن أن يسببه من مخاطر صحية ونفسية وخيمة.
- استشارة طبيب مختص لمعرفة الخيارات العلاجية المتاحة وتحديد ما هو مناسب لحالتك.
- طلب المساعدة من الأهل للحصول على الدعم اللازم للعلاج.
- تجنب المحفزات والبعد عن أصدقاء السوء وأماكن الشرب.
تحديات علاج إدمان الخمر
هناك العديد من التحديات التي تواجهك عند اتخاذ قرار العلاج منها:
- اختيار المكان المناسب:
لا بد من اختيار مكان موثوق فيه لتلقي العلاج ويجب أن يكون ذلك بناءً على عدة معايير منها حصول المستشفى على ترخيص من وزارة الصحة، الالتزام بتحقيق معايير الجود في كافة الخدمات الصحية المقدمة، وجود خدمة فندقية عالية الجودة وفريق طبي على أعلى درجات الخبرة والكفاءة.
- مواجهة الأعراض الانسحابية:
تعد الأعراض الانسحابية من أكبر التحديات التي تواجهها خلال فترة العلاج ولكن عليك ألا تقلق فهذه الأعراض يتم السيطرة عليها من خلال اتباع بروتوكول دوائي تحت إشراف طبي حتى تمر مرحلة الانسحاب دون ألم.
- الانقطاع عن العمل أو الدراسة:
هناك الكثير من الأشخاص لا يستطيعون الانقطاع عن العمل أو الدراسة لفترات طويلة لتلقي علاج الإدمان، ولكن يٌمكن التغلب على ذلك عن طريق اختيار البرنامج العلاجي المناسب، فهناك العديد من البرامج التي تتيح لك تلقي العلاج ومواصلة عملك أو دراستك دون انقطاع مثل برنامج علاج رجال الأعمال أو برنامج علاج الطلبة والمراهقين.
- الخوف من مواجهة المجتمع:
دائمًا ما ينظر المجتمع للمدمن أنه مذنب يستحق العقاب، وهذا النبذ المجتمعي يمثل عائقًا كبيرًا يجعله يتردد في اتخاذ قرار العلاج خوفًا من أن يُفضح أمره ويضر ذلك بسمعته وحياته، ولكن عليك ألا تقلق لأن تلقي العلاج في المصحات المتخصصة يضمن لك السرية التامة منذ لحظة دخولك وحتى لحظة الخروج.
- الخوف من الانتكاسة:
التعرض للانتكاسة ليس أمرًا حتميًا فهناك العديد من الحالات التي استطاعت تحقيق التعافي دون انتكاس، وذلك من خلال اتباع خطة علاجية شاملة وعلاج نفسي مطور يعالج الأسباب الحقيقية للإدمان ويعلمك استراتيجيات جديدة للوقاية من الانتكاس.
لماذا يفشل علاج إدمان الخمر في المنزل؟
لا بد من استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان قرار تلقي علاج إدمان الخمر في المنزل مناسبًا لحالتك أم الأفضل تلقي العلاج بالمستشفى، لأن هذا الخيار على الرغم من أنه يبدو مريحًا إلا أنه يحمل العديد من المخاطر التي تسبب فشل العلاج مثل:
- التعرض للانتكاس بسبب صعوبة الأعراض الانسحابية التي تواجهك.
- غياب الرقابة الطبية وعدم تلقي العلاج اللازم يعرضك للعديد من المضاعفات الصحية الخطيرة.
- غياب الرقابة الأمنية الصارمة وسهولة الحصول على المخدر يعرضك للانتكاس.
- تعرضك للعديد من المحفزات وارتباط المنزل بذكريات الإدمان.
علاج إدمان الخمر في مستشفى نبض التعافي
يتم التخلص من إدمان الخمر نهائيا في مستشفى نبض التعافي من خلال تصميم خطة علاجية شاملة تشمل المراحل التالية:
- الفحص الشامل لتقييم حالتك الصحية وتحديد البرنامج العلاجي المناسب لك.
- مرحلة سحب السموم التي يتم فيها التخلص من سموم المخدر وعلاج أعراض الانسحاب من خلال اتباع بروتوكول دوائي يصمم خصيصا لك، وتتم هذه المرحلة تحت إشراف طبي على مدار الساعة للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات صحية خلال هذه الفترة.
- مرحلة العلاج النفسي التي يتم من خلالها معرفة الدوافع الحقيقية للإدمان والتخلص من أفكار وسلوكيات الإدمان السلبية ومساعدتك على اتباع نمط حياة إيجابي.
- التأهيل الاجتماعي وهو من أهم مراحل العلاج التي تهدف إلى استعادة حياتك الطبيعية وتقوية علاقاتك الاجتماعية للحصول على الدعم اللازم، كما يهدف برنامج التأهيل الاجتماعي إلى تعليمك مهارات جديدة للتغلب على الضغوط والصعوبات دون اللجوء إلى المخدر.
- المتابعة المستمرة بعد العلاج من خلال زيارات طبية دورية يتم تحديدها من قبل طبيبك المختص لحمايتك من الانتكاس ومساعدتك على التغلب على الضغوط التي تواجهك.
أدوية علاج إدمان الخمر
يتبع الأطباء خلال رحلة علاج إدمان الخمر بروتوكولًا دوائيًا يضم مجموعة من الأدوية التي تخفف من حدة الأعراض الانسحابية حتى تمر دون ألم وتشمل هذه الأدوية:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات القلق.
- مضادات الذهان.
- مسكنات الألم.
- المكملات الغذائية.
مدة علاج إدمان الخمر
تتراوح مدة علاج إدمان الخمر من 3 إلى 6 شهور وتختلف هذه المدة باختلاف عدة عوامل منها:
- مدة التعاطي.
- كمية المخدر.
- الحالة الصحية للمريض.
- تعاطي مواد مخدرة أخرى مع الكحول.
تجنب الانتكاسة بعد علاج إدمان الخمر
خطر الانتكاسة يمكنك الوقاية منه باتباع عدة تعليمات تساعدك على حمايتك نفسك من الوقوع في خطر الانتكاس منها:
- الالتزام بخطة العلاج واتباع تعليمات الطبيب.
- الاستمرار في تلقي العلاج النفسي وحضور جلسات العلاج الفردية والجماعية.
- الانضمام لمجموعات الدعم للحصول على الدعم اللازم للاستمرار على طريق التعافي.
- تقوية علاقتك بأسرتك وتكوين علاقات اجتماعية جديدة صحية والتخلص من العزلة والانطواء.
- اتباع نمط حياة صحي والتخلي عن العادات والسلوكيات السلبية.
- ممارسة الرياضة بانتظام وتناول وجبات غذائية صحية.
أشهر الاسئلة:
كم يحتاج مدمن الخمر للتعافي؟
تختلف مدة علاج إدمان الكحول من شخص لأخر ولكن عادةً ما تتراوح من 3 إلى 6 شهور.
متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الخمر؟
يستعيد الجسم توازنه بعد انتهاء مدة الأعراض الانسحابية التي تستغرق من 3 إلى 10 أيام.
كم يوم يخرج الخمر من الجسم؟
تختلف مدة بقاء الخمر في الجسم باختلاف كمية الكحول التي يتم استهلاكها ففي حالة التعاطي المزمن يستمر بقاء الكحول في البول من 3-5 أيام، وفي الدم يستمر بقاؤه حتى 7 أيام بعد آخر جرعة.
علاج إدمان الخمر دون انتكاس يمكنك تحقيقه من خلال اتباع خطة علاجية شاملة تشمل عدة مراحل للتخلص من إدمان الخمر نهائيًا والوقاية من الانتكاس.
قد يهمك أيضا: علاج إدمان الرهبانول مخدر أبو صليبة
References:
تمت مراجعة المحتوى الطبي في المقالة بواسطة د/ علي فهمي إستشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان
